لقد طغى الجهل بين الناس وطغت الماديات وغاب البحث في تاريخ الأنساب والسلالات عند الكثير من الباحثين والمثقفين والمؤرخين بالجزائر وتحقق ما أ رادته فرنسا من سياستها للتفريق بين البطون والأنساب ذات الأصل الواحد بإعطاء أ لقاب ليختفي النسب الشريف عن طريق المصاهرة وفرض ألقاب وانصهار اليهود في المجتمع الجزائري وتشكيل الحالة المدنية بهدف إسقاط الجنسية وتحضير أرضية الصهر وتشجيع الزواج المختلط، فهناك أسماء على سبيل المثال تعرضت للتحريف مثل: أحمد \أميدي – بن عمار\برنار –سليمان \ سيمون-تومي\ توماس- مراد \مور-هني\ هنري الخ .......وقال المغرزي في كتابه القلائد الجمان هذا نصه ) لاخفاء أن معرفة علم التاريخ المشتمل على الأ نساب من الأ مور المطلوبة والمعارف المندوبة لما يترتب عليه من ا لأحكام الشرعية والمعادن الدينية ( وبإختصار جدا حاولت أن أعرف هذا الجيل بأصول نسب أ ولاد سيدي عبد الله الخطابي بمستغانم وقد تطرق العديد من العلماء والمؤرخين إلى ذكر صلحاء مستغانم وأحوازها منهم الشيخ محمد بن علي السنوسي والقاضي حشلاف في كتابه سلسلة الأصول والشريف الهاشمي بوعبسة محمد والمرحوم الشيخ المهدي البوعبدلي وكتاب سبيكة العقيان لإبن حواء وكذا في كتاب أعلام الفكر والثقافة للدكتور يحي بوعزيز وغيرهم من العلماء الباحثين نفعنا الله بعلومهم .
فمستغانم بها عرب كثيرة تسمى عرب مجاهر بطن من بطون سويد بن عامر بن مالك من بني زغبة بن ربيعة بن نهيك بن هلال الذين وفــدوا من نجد على أفريقية ، ولمجاهر فروع كثيرة منهم : غفير ومالف وبورحمة وبوكامل وحمدان وبنو سلامة وشافع والدحميان كما قرره بن خلدون في العبر ويقول الأ دريسي أ ن مستغانم كانت موجودة في حدود القرن الخامس من الهجرة وقال البستاني في دائرة المعارف أن مستغانم قديمة البناء وكانت موجودة في زمن الجاهلية قبل الإسلام وكانت تسمى ) كارتنا ) في عهد الرومان وما إتسعت إ لا بعد حلول ونزول الشريف سيدي عبد الله الخطابي بها فعمرها بإشارة الى تلميذه احميدة العبد شيخ قبيلة سويد في القرن العاشر فكثر عمرانها ونمت تجارتها وتزاحمت العرب على السكن بها .
سأعطيكم لمحة عن الولي الصالح سيدي عبد الله الخطابي الإدريسي فهو القطب الرباني عبد الله بن خطاب بن علي بن يحي بن سيدي راشد بن سيدي مرابط بن سيدي منداس بن سيدي عبد القوي بن سيدي عبد الرحمن بن سيدي يوسف سلطان تاقدمت 30سنة بتيارت بن زيان سلطان تلمسان بن زين العابدين بن يوسف بن الحسن بن ادريس بن سعيد بن يعقوب بن داود بن حمزة بن علي بن عمران بن ادريس الأصغر دفين فاس بن ادريس
الأ كبر دفين زرهون بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذه السلسلة ذكرها العلامة القاضي حشلاف في كتابه سلسلةالأصول في شجرة أبناء الرسول ، وقد تزوج سيدي عبد الله الخطابي بالسيدة حسنية من الشلايلية قرب عين تادلس وله خمسة أولاد وهم : سيدي الشارف البكري وسيدي عبد القادر المازوزي وسيدي العجال وسيدي يوسف ) بن ذهيبة ( وهو الإبن الثاني دفين ماسرة وسيدي عبد الله الطويل .
فقد أنجب سيدي يوسف الملقب بن ذهيبة أولاد وهم سيدي العربي الأطرش دفين منصورة ومنهم لقب مناد بمنطقة ينارو ،والسيد محمد بن علي السنوسي ويسمى أبو عبد الله محمد بن علي السنوسي ولد سنة 1787م
قرب بوقيراط بمستغانم وتزوج بكريمة بنت السيد أحمد بن فرج الله الفيتوري وولد معها ذرية صالحة وهم :
السيد الإمام محمد المهدي ثم السيد محمد الشريف ،فالملك ادريس المهدي السنوسي كان ملكا على ليبيا وله زوايا كثيرة . أما سيدي الشارف البكري دفين المرجة ببوقيراط تزوج بعربية الشاكرية وله ثلاثة أولاد وهم :سيدي عدة الحاج وسيدي عبد الله بوراس ولالا عائشة الحضرية فذرية سيدي عدة الحاج منهم لقب زحاف وفغلول و...الخ و سيدي عبد الله بوراس له ولد يسمى بوعبسة الكبير الذي أنجب عمر أما عمر فقد أنجب بوعبسة الصغير وبه تكون العرش المعروف بأولاد بوعبسة ببوقيراط . وقد توفي سيدي بوعبسة الكبير وابنه الأكبر السنوسي في معركة مزغران المشهورة في حربهم مع الإ سبان رفقة سيدي لخضر بن خلوف الشاعر والولي الصالح المعروف وأما سيدي عبد الله بوراس أولاده وذريته موجودة بعين تادلس ولقبهم عبــاسة .
ومن الفروع الخطابية سادات فضلاء أجلة وأولياء عظام ورجال فخام مثل العلامة الجليل الشريف السيد الحاج أحمد بن تكــوك بن الشيخ محمد الشارف بن سيدي الجيلالي المتوفي سنة 1925م ومن أولاده الكرام رئيس الزاوية السنوسية التكوكية بأولاد شافع ضواحي بوقيراط وهو الشيخ عبد القادر وابنه الشيخ محمد بن علي السنوسي صاحب زوايا جبل الأخضر بليبيا )طرابلس وبنغازي(وفي مكة ولديه 490 زاوية عبر العالم كما أشار إليها الشريف بوعبسة محمد في كتابه أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم في الجزائر .
ومن الفروع الخطابية الشيخ بن داني النائب المالي بوهران ومن الفروع الخطابية نذكر الشيخ الفقيه سيدي عبد القادر بن المختار الخطابي المستغانمي وهو باحث وعارف بالحديث والقرآن فقيه مالكي تعلم بمازونة ثم مصر وتوفي بمصر سنة 1916م . والآن نتطرق الى عائلة غزالي بمستغانم فهم من سلالة سي عبد القادر المكنى